الأهمية الجيوستراتيجية للجزر اليمنية

إعداد: د.م/لبيب عمر حجري - تقرير - مشاريع

الأهمية الجيوستراتيجية للجزر اليمنية

2023-07-21 إعداد: د.م/لبيب عمر حجري - تقرير - مشاريع

الأهمية الجيوستراتيجية للجزر اليمنية

496 مشاهدات

0
216.73.216.121

ضع ايميلك ليصلك كل جديد

تشكل جزر البحر الأحمر أهمية خاصة له ولليمن جعلت تلك الأهمية العالم القديم والحديث والمعاصر في صراع مستمر حول ذلك الشريان الحيوي ولجزره ومواقعه المتنوعة بين موانئ وارخبيلات وجزر ومضايق، وقد تنوعت أهمية الجزر تدريجياً بحسب الموقع والأهمية الجغرافية والجيولوجية والجيبوليتيكية #فالبحر_الأحمر تقدر عدد جزره بنحو 379 جزيرة وتزداد أهمية الجزر كل ما اقتربنا من نقاط الاختناق الرئيسية (المضايق) في البحر الأحمر مثل جزيرتي بريموم وليلة اللتين تقعان داخل مضيق باب المندب جنوباً، وجزر تيران وصنافير وجوبال كلما اتجهنا شمالا في مضايق تيران.
 
وتهدف هذه الدراسة إلى توضيح أهمية الجزر اليمنية في البحر الأحمر وأهميتها الاستراتيجية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بها كدولة مالكة لهذه الجزر ومدى تأثر الموقع في السياسات الدولية والصراعات الإقليمية بين الدول المتجاورة والمتنافسة على حيازة هذه المواقع وأهمية الحفاظ عليها وعلى أمنها الذي هو في الأساس حفاظاً على الأمن القومي العربي.
 
وتأتي أهمية هذه الدراسة كونها ستسلط الضوء على الجزر اليمنية بالبحر الأحمر بموقعها الجغرافي وملامحها الجغرافية التي تمتلك بعد استراتيجي وأهمية تلك الجزر حيث أن أغلب تكوين طبقاتها الجيولوجية من القبب الملحية التي تعد علمياً كمصائد للهيدروكربونات (النفط والغاز) وهنا تكمن أهميتها الاقتصادية والسياسية وظهور الاطماع الغربية والتي تنفذ بأيادي دول عربية وتحت ذريعة الحفاظ على الممرات البحرية الدولية والحفاظ على الأمن القومي العربي،
 
كما سنناقش بعض الجزر التي شهدت تنافس أو صراعاً دولياً أو نزاع حدودياً بين دول عربية متقاربة وذات جوار. أو بحث التفاعلات التاريخية والسياسية والعسكرية والاقتصادية في البحر الأحمر وانعكاسها على جزره ومضائقه إضافة إلى وضع الجزر التي تقع في المضايق الجنوبية والشمالية وأهميتها الاستراتيجية والمواقع الملاحية ودورها في حماية أمن المنطقة، ودور المنظومة العربية في التكاتف لصد أي محاولة أجنبية لوضع قواعد عسكرية في أي من هذه الجزر، وذلك باتباع منهج البحث التاريخي الوصفي التحليلي.
 
وقد توصلت الدراسة لعدد من النتائج أهمها: أن القوى العظمى تحاول التدخل في النزاعات الداخلية والحدودية في البلدان التي تتحكم بالممرات الملاحية الدولية كاليمن وذلك بوضع قواعد وقوات عسكرية تحقق لها أطماعها في السيطرة على الجزر التابعة لليمن أو للدول المتنازعة عليها وعلى المضايق والممرات.
 
كما أن هيمنة الدول العظمى وإسرائيل في منطقة البحر الأحمر التي عملت على توسيع الفجوة بين الدول العربية وتمزيق النسيج العربي وربطها باتفاقيات ومصالح مشتركة بعيداً عن الدول العربية المجاورة لها لتكون عونا لها بالسيطرة على تلك الجزر والمضايق في فرض هيمنة سياسية واقتصادية كاملة وهو ما ساهم في الآونة الأخيرة في زعزعة الأمن القومي العربي بشكل عام.
تمتلك اليمن ساحلاً بحرياً ممتداً من منطقة “ميدي” في الشمال الغربي للبحر الأحمر، وصولاً إلى سواحل محافظة المهرة الواقعة بالبحر العربي. حيث يبلغ طول السواحل اليمنية تقريباً 2,250 كم2.
وقد أدى هذا الامتداد البحري إلى امتلاك اليمن لمجموعة كبيرة من الجزر والارخبيلات البالغ عددها اكثر من 186 جزيرة يمنية.
وتنتشر الجزر اليمنية على 3 قطاعات بحرية يمنية: البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، بحسب التقرير الوطني للتنوع البيولوجي لعام 2014م.
ومعظم هذه الجزر وجدت منذ ملايين السنين، لكن المدهش أن أصغر هذه الجزر ولدت حديثاً من العدم، وظهرت للسطح من قاع البحر الأحمر خلال سنوات العقد الأخير.
وما يزال بعضها ينمو حتى وقت قريب جراء الأنشطة البركانية في القشرة الارضية في اعماق البحر الأحمر بحسب تصنيف العلماء.
جزيرة جبل الزبير اليمنية في البحر الأحمر/ الصورة: رقم 2.
جزر جبل الزبير اليمنية/الصورة: ناسا 2011م/ الصورة رقم 3.
منذ العام 2011 حتى 2013، شهدت منطقة البحر الأحمر قبالة الساحل اليمني، أنشطة بركانية هائلة، سببت حركة في الصفائح التكتونية للقشرة الأرضية في اعماق البحر الأحمر. أدت هذه التحركات في صفائح القشرة الارضية والتي صاحبها ضغط هائل مع درجة حرارة عالية، إلى حدوث انشطة زلزالية متوالية، نتجت عنها ثوران بركاني في البحر الأحمر نتيجة قوى دافعة للألواح الصفائحية لقشرة المحيط.
في العام 2010، أعلنت السلطات اليمنية عن ولادة جزر جديدة قبالة السواحل اليمنية، والتي عرفت في نطاق مجموعة جزر “الزبير” اليمنية، والتي نشأت جراء انشطة بركانية في البحر الاحمر، بحسب المصادر. حيث تتكون مجموعة جزر الزبير القريبة من محافظة الحديدة من 10 جزر بركانية كبرى، وهي تبعد عن الشواطئ اليمنية مسافة تقدر بحوالي 60 كيلومتر، وتقع على قمة بركان درعي في البحر الأحمر.
ويصل ارتفاع جزر الزبير قرابة 191 متر (627 قدم) فوق سطح البحر. ويبلغ طول أكبر هذه الجزر في مجموعة الزبير، وهي جزيرة “جبل الزبير” ما بين 5-7 كيلومتر. وعلى مدى الأزمنة التاريخية أستمر هذا البركان بالثوران.
#جزيرة_الزبير بالبحر الاحمر يناير 2012/الصورة: وكالة ناسا- الصورة رقم 4.
أسفرت تلك الانشطة البركانية الهائلة عن ولادة جزيرة جديدة في البحر الأحمر، ووثقت صور مذهلة التقطتها وكالة الفضاء الاميركية ناسا، ظهور الجزيرة الأولى بالمياه اليمنية. حيث زودت هذه الصور العلماء برؤى جديدة حول وجود شق غير معروف في قشرة الأرض بأعماق البحر الأحمر.
اكتشف الصيادون المحليون ثوران البركان الأول، الذي يُعرف الآن بجزيرة شولان في منتصف ديسمبر من عام 2011، واستمر لمدة شهر تقريباً. وقد بدأ على شكل شق طويل، لكنه سرعان ما ضاق إلى فتحة تهوية واحدة تطلق الرماد وقطع الصخور أثناء اختراقها لسطح الماء. وعندما تم ذلك، وصلت الجزيرة إلى ما يقارب من مائة متر فوق السطح، بمساحة ربع كيلومتر مربع.
#ظهرت_كلتا_الجزيرتين في منطقة أرخبيل الزبير، وهي سلسلة صغيرة من الجزر البركانية بالمياه اليمنية، والتي ترتفع من البحر الأحمر بين إفريقيا وشبه الجزيرة العربية.
وبحسب صحيفة “لايف ساينس” الأمريكية، ظهرت أولى الجزر اليمنية الجديدة، التي تسمى #جزيرة_شولان، في نهاية العام 2011. بعد وقوع الانفجار البركاني الأول في 19 ديسمبر 2011 في قاع البحر الاحمر.
#وأظهرت_صور_الأقمار التي التقطتها مركبة تابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، سحابة بركانية في وسط البحر الأحمر بين جزيرة “هايكوك” اليمنية، وجزر “وعرة”. وتصاعدت هذه الحمم البركانية لمسافة 30 متر فوق سطح البحر.
وكان ثوران بركان تلاه انفجار تحت الماء قد أدى لظهور جزيرة جديدة، بين “وعرة” و”جزر هايكوك”. وقد سميت الجزيرة باسم جزيرة شولان اليمنية.
ووفقاً للمعلومات التي بثتها وكالة ناسا الامريكية، ظهرت الجزيرة اليمنية الثانية، المسماة الجزيرة الجديدة، في أواخر سبتمبر من العام 2013، وبالتحديد في 28 سبتمبر 2013، عندما عادت سحابة رمادية على بعد 8 كيلومترات فقط من جزيرة شولان. واستمر هذا الانفجار البركاني لمدة شهرين تقريباً، وبنى جزيرة أكبر تسمى #الجزيرة_الجديدة.
ويبلغ ارتفاع هذه الجزيرة 186 مترًا فوق السطح وتبلغ مساحتها حوالي 0.7 كيلومتر مربع. وبحسب مقالة مجلة Nature العلمية: “لم يكن تآكل هذه الجزيرة مدهشاً، لكنه تقلص أيضاً بشكل طفيف بمرور الوقت”.
بدأ انفجار الحزيرة الجديدة تحت مياه البحر الأحمر في نفس المكان إلى الجنوب الغربي من موقع الانفجار الذي حدث في عام 2011، مع حدوث تلون لمياه البحر الأحمر وخروج سحابة بخار كبيرة منها.
ورجح علماء الجيولوجيا أن السبب هو حدوث ثوران بركاني يجري على انخفاض 100 متر تحت سطح الأرض، وهذا يعني أن مرحلة جديدة من ثوران سيرتزي بدأت. وقد أستمر النشاط في الموقع إلى منتصف أكتوبر لسنة 2013، مع تولد سحابة بخار كبيرة، وفي أواخر أكتوبر 2013، ظهرت الجزيرة الجديدة في البحر الأحمر قبالة الاميال البحرية اليمنية.
#الجزيرة_الجديدة عام 2013 قرب جزيرة هايكوك بالبحر الأحمر/الصورة: وكالة ناسا - الصورة رقم 5.
كان عدد الجزر اليمنية يبلغ 184 جزيرة، ونتيجة لتلك الانشطة البركانية خلال الأعوام 2011-2013م، أصبح عدد الجزر اليمنية 186 جزيرة، موزعة على 3 قطاعات رئيسية هي: البحر الأحمر، وخليج عدن، والبحر العربي.
وتتوزع الجزر اليمنية كالآتي:
1 #في_قطاع_البحر_الأحمر حوالي 152 جزيرة، موزعة على 4 قطاعات رئيسية هي:
#وقطاع_اللحُية ويضم 48 جزيرة،
#وقطاع_كمران ويضم 17 جزيرة،
#وقطاع_حنيش_وزقر ويضم 33 جزيرة وأرخبيلات صغيرة.
3 #وفي_قطاع_البحر_العربي فيبلغ عدد الجزر اليمنية حوالي 11 جزيرة، مقسمة إلى قطاعين: القطاع الأول قطاع بئر علي في “شبوة” ويشمل على 4 جزر، والقطاع الثاني قطاع أرخبيل سقطرى ويشمل 7 جزر.
برغم العدد الكبير من الجزر اليمنية، إلا أن معظم هذه الجزر غير مأهولة بالسكان. وتعزو بعض الدراسات أسباب ذلك إلى صغر حجم بعض هذه الجزر من حيث المساحة، وعدم توفر متطلبات الحياة في البعض الآخر.
ومن بين إجمالي 186 جزيرة يمنية توجد في البحرين الأحمر والعربي، فإن عدد الجزر المأهولة بالسكان، والتي تتوفر فيها مقومات الحياة هي 6 جزر يمنية فقط وهي: جزيرة سقطرى، جزيرة عبد الكوري، جزيرة ميون، جزيرة، كمران، جزيرة الفشت، وجزيرة بكلان.
فيما يبلغ عدد الجزر اليمنية غير المأهولة بالسكان 180 جزيرة، إلا أن بعض هذه الجزر تتواجد فيها تجمعات سكانية غير مقيمة طوال العام، مثل جزيرة ظهرة، وبكلان، وجزيرة أرخبيل زقر، وجزيرة حنيش.
غابة المانجروف في جزيرة كمران في الحديدة/ الصورة رقم 6.
ووفقاً لتعداد العام 2004، يبلغ عدد سكان الجزر اليمنية حوالي 65.7 ألف نسمة، منهم 50,570 الف نسمة يقطنون في أرخبيل جزر سقطرى؛ حيث يعيش 50 ألف نسمة في جزيرة سقطرى نفسها. ويسكن 370 نسمة في جزيرة عبد الكوري، وفي جزيرة سمحة “الأخوين” يعيش حوالي 200 نسمة.
في حين تبلغ نسبة سكان بقية الجزر اليمنية في قطاع البحر الأحمر حوالي 12.2%. فجزيرة كمران يبلغ عدد سكانها قرابة 2,465 ألاف شخص. في حين تصل نسبة عدد سكان الجزر في قطاع خليج عدن بنسبة 2.1% من إجمالي عدد سكان الجزر اليمنية. ويضم خليج عدن عشرات الجزر الهامة.
تتنوع التضاريس، والمساحات الجغرافية للجزر اليمنية حسب تنوع التكوينات الجغرافية للقطاعات التي تتواجد فيها هذه الجزر.
وتقدر الدراسات البيئية والجغرافية عمر الجزر اليمنية الواقعة في شمال البحر الأحمر ما بين 32 إلى 39 مليون سنة.
فقد أدت رواسب المتبخرات في البحر الأحمر إلى تكوين القباب المحلية، التي تعد إحدى المكونات الرئيسية لتركيب الجزر، فيما تشكلت الجزر الواقعة في البحر العربي، وخليج عدن نتيجة للأنشطة البركانية.
الأحياء البحرية بالجزر اليمنية
تمتاز جزر البحر الأحمر بامتلاكها ثروات اقتصادية هائلة؛ حيث يعتبر البحر الأحمر من بين أغنى مناطق الصيد في العالم،
وتشير التقارير الصادرة عن هيئة حماية البيئة، إلى أن هناك ما يزيد عن 969 نوعاُ من أنواع الأسماك في المياه اليمنية في البحر الاحمر والبحر العربي، أغلبها صالحة لغذاء البشر، بالإضافة إلى تواجد 300 نوع من الشعاب المرجانية.
وبالإضافة إلى التنوع الكبير فهناك تنوع حيوي بيئي؛ حيث تتوفر في الجزر اليمنية أكثر من 625 نوعًا من الرخويات موجودة في البحر الأحمر على طول الساحل اليمني، و16 نوع من أسماك القرش الكبيرة. ويوجد هناك 485 نوع من الطحالب البحرية في البحر الأحمر فقط.
وقد تم تسجيل 283 نوعاً من العوالق النباتية في المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن. ويوجد 53 نوعًا من القشريات المنتشرة على الساحل اليمني على طول البحر الأحمر.
كما تمتلك شواطئ الجزر اليمنية مقومات سياحية كثيرة؛ حيث تتوفر فيها الشواطئ الرملية، والمواقع الأثرية، وكذا الموارد الطبيعية المتمثلة في السلاحف البحرية، والشعب المرجانية، وغابات أشجار المانجروف، فضلاً عن الطيور البحرية، وأسماك الزينة والاسفنجيات.
اسماك من أعماق جزيرة عقبان غرب جزيرة كمران بالحديدة/ الصورة: رقم 8
#جزيرة_حنيش_اليمنية – الصورة رقم 9:
ووفقاً للمسح الميداني للجزر اليمنية في العام 2004، والذي قامت به الهيئة العامة لتنمية الجزر اليمنية - فإن الجزر اليمنية تحتوي على مستنقعات أشجار المانجروف التي يصل طولها من 2-5 متر.
بالإضافة إلى الشعاب المرجانية، والتي تتعدد أنواعها على طول خط سواحل الجزر اليمنية، فمنها ما يسمى بالقطع المرجانية، والشعاب المرجانية الهامشية؛ إضافة إلى الشعاب المرجانية القاعية.
طيور الفلامينجو بجزيرة ميون اليمنية، وتمتاز بعض الجزر اليمنية بكونها بيئة خصبة للطيور البحر والشاطئ، إذ تحتوي هذه الجزر على حوالي 102 نوعاً من طيور البحر والشاطئ، وتعد الجزر اليمنية من أغنى جزر الشرق الأوسط.
كما أن منطقة مضيق باب المندب تصنف باعتبارها ثاني ممر عالمي للطيور المهاجرة والحوامة، حيث تمر فوقها سنوياً قرابة 1,500,000 مليون طائر مهاجر.
تستريح الطيور المهاجرة في منطقة باب المندب للعذاء، وبعضها يعشعش، ثم تكمل رحلتها باتجاه مناطق القرن الافريقي واوروبا.
واجمالاً تعد البيئة اليمنية غنية جداً بالطيور، وقد تم تسجيل وجود أكثر من 544 نوعاً من الطيور البرية والبحرية المتواجدة في اليمن.

اخر التعليقات

اضافه تعليق